الارشيف / أخبار عالمية / العالم

الدبيبة وباشاغا وحرب اهلية جديدة

تعيش ليبيا على صفيح ساخن بعد الإشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس والتي إندلعت بين الميليشيات المسلحة التابعة لطرفي الصراع السياسي في البلاد من أجل المال والسلطة، الأمر الذي يؤثر وبشكل مباشر في المقام الأول على حياة المدنيين الأبرياء القاطنين في مناطق الإشتباكات.

ففي أواخر الأسبوع الماضي شهدت طرابلس إشتباكات عنيفة بين ميليشيات تابعة لرئيس حكومة الإستقرار المُكلف من البرلمان الليبي، فتحي باشاغا، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة. وتُعتبر هذه الإشتباكات ردة فعل طبيعية في ظل تمسك أحدهما بالسلطة ورفضه تسليم منصبه والآخر الذي يرى أن حكومته شرعية ويجب أن يُمارس مهمه من العاصمة.

وقد إستخدمت القوات المتناحرة أسلحة خفيفة ومتوسطة، إضافة إلى طائرات مسيرة نجحت الميليشيات الحليفة لحكومة الوحدة الوطنية في استخدامها لصد هجوم التشكيلات المناصرة لباشاغا، مثل اللواء 217 الذي يقوده سالم جحا والذي تحرك من مدينة مصراتة في إتجاه طرابلس، والأمر نفسه ينطبق على قوات أسامة الجويلي آمر غرفة العمليات المشتركة في المنطقة الغربية المؤيد لباشاغا.

ونجم عن هذه الإشتباكات إصابت أكثر من 160 مدنين، ومقتل أكثر من 32 من بينهم الفنان الكوميدي الليبي مصطفى بركة، الذي أثارت وفاته تفاعلاً واسعاً عبر مواقع التواصل، ناهيك عن فرار كثير من السكان وحدوث أضرار بممتلكات عامة وخاصة.

وبحسب المحللين والخبراء السياسيين فإن سبب الحرب الجديدة في ليبيا هو كل من عبد الحميد الدبيبة وفتحي باشاغا. الأول ساهم وبصورة مباشرة في إفشال الإنتخابات الرئاسية والتي كان من المقرر أن تنعقد في ديسمبر الماضي، وماطل كثيراً ولم يقم بتوحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسهم المؤسسة العسكرية، التي إذ كانت موحدة لما كان هنالك وجود للميليشيات والجماعات المسلحة في أي من ربوع ليبيا.

أما باشاغا وعلى الرغم من أنه سياسي ودبلوماسي ذو خبرة، إلا أنه قرر أن يستخدم القوة لدخول العاصمة طرابلس وتولي مهامه منها، بدلاً من الإنتظار والبحث عن حلول سلمية تُحقق مطالب الشعب الليبي والمضي نحو إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة، لكن الدول الداعمة للفوضى في ليبيا تمكنت من التلاعب به وجر البلاد نحو حرب أهلية جديدة تجعل من طموحات الشعب الليبي حلم بعيد المنال.

الفترة المُقبلة وبحسب الخبراء ستكون الاهم في تاريخ ليبيا على مدار العشرة أعوام الاخيرة، فهنالك إحتمالان، الأول أن يتم إنهاء صراع الحكومتين عن طريق تكوين حكومة ثالثة مصغرة بعيداً عن خلافات الدبيبة وباشاغا مهمتها الوحيدة إجراء الإنتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب فرصة ممكنة.

الإحتمال الثاني أن ينجح أحد طرفي الصراع في البقاء في السلطة إلى أجل غير مسمى، وهو ما يتعارض مع مطالب الشعب الليبي الذي خرج في شهر يوليو الماضي وطالب بإسقاط جميع الأطراف السايسية الحالية في البلاد وإخراج القوات الأجنبية والمرتزقة والميليشيات من الأراضي الليبية، ومع بقاء أحد طرفي الصراع في السلطة ستبقى معه ميليشياته ومرتزقته وتستمر الفوضى وعدم الإستقرار في ليبيا.

Advertisements

قد تقرأ أيضا