أجرى مستشفى زليخة عملية ناجحة للمريضة فاطمة البالغة من العمر 27 عاماً والتي تعاني من متلازمة الشريان المساريقي العلوي، وهي مرضٌ نادرٌ يصيب المعدة والأمعاء ويتسبب بآلام مزمنة وإقياء مع ضعفٍ عام في الجسم وفقدانٍ في الوزن. خضعت فاطمة لاختبارات التصوير بالرنين المغناطيسي والطبقي المحوري والأشعة السينية، وقد تم تشخيص حالتها منذ سنوات بمتلازمة القولون العصبي، إلا أن أخصائيي مستشفى زليخة اكتشفوا مؤخراً أنها مصابة بحالة مرضية مختلفة كلياً، وقد تمثلت صعوبة التشخيص سابقاً في ندرة هذا الاضطراب.

متلازمة الشريان المساريقي العلوي هي حالة هضمية تحدث عندما ينضغط الاثناعشر "العفج" (الجزء الأول من الأمعاء الصغيرة) بين شريانين. وحتى اليوم لا يوجد سوى 300 حالة مسجلة لهذه المتلازمة حول العالم. يمكن لهذا المرض النادر أن يتسبب للمرضى بفقدان سريع للوزن مع إقياء مستمر وعدم القدرة على هضم الأطعمة الصلبة.

وتحدثت فاطمة عن وضعها قائلةً: "عندما بدأت أخضع للفحوص لتشخيص حالتي المرضية منذ 5 سنوات، جاءت النتائج سلبية، غير أن وضعي بقي على ما هو عليه، كما اكتشفت أن المرارة ملتهبة وفيها سليلة (نمو غير طبيعي للأنسجة) مما استدعى إجراء استئصال للمرارة، لكن الأعراض بعد ذلك قد ازدادت سوءاً. وبدأت أفقد الوزن تدريجياً حتى أصبحت أواجه صعوبة في التنفس والأكل، ما دفعني للذهاب إلى مستشفى زليخة ولقاء الدكتور ناظم الرفاعي، الذي طلب فحص بالأشعة المقطعية الذي ساهم في تشخيص المرض بشكل صحيح".

لم تتحسن حالة المريضة بعد تشخيص الحالة النادرة باستخدام العلاجات المحافظة التقليدية، مما دفع بمستشفى زليخة لإجراء عملية جراحية نادرة تتطلب تخصصاً في هذا المجال.

وحول ذلك، تحدث الدكتور ناظم الرفاعي، أخصائي الجراحة العامة وجراحة السمنة: "بعد إجراء الفحص ما قبل التخدير تأكدنا من أن سوء التغذية الحاد الذي تعاني منه المريضة لن يؤثر على العمل الجراحي، أجرينا الجراحة بحيث ننشئ رابطاً بين قسمَي الأمعاء- الاثني عشر والصائم، لتجاوز الضغط الذي يحدثه الشريان. المريضة الآن في مرحلة التعافي التام وتستطيع العودة لممارسة حياتها الطبيعية بالكامل".

أجريت العملية بطريقة التنظير وقد استغرقت ساعتين نظراً للدرجة العالية من الدقة التي تتطلبها. وما زالت المريضة تحت مراقبة المستشفى رغم تعافيها وتخريجها، وتشهد حالتها الصحية تحسناً بشكل مستمر.

المصدر: fourcommunications